السبت، أغسطس 27، 2011

الليون الغالب على أيامى الموت




لم اكن أعلم إنى أرتشفت السعادة فى طفولتى لأختزنها وتكون لى سلوى طيلة الحيـاة

نعم

..

..


كنتُ فى عامى الثالث من الإبتدائية

وكعادتى كنتُ مع أبى فى زياراتنا لجدى فى بلدتى الحبيبة

قلتُ له يا جدى انتظر فقط بعد إختبارات آخر العام وسأجلب لك صورةً لى :)


كنت سعيدة وانا أخبره
,,

,,

,.,


جدى ,,,

كنت أحبه

احبه كثيرا

شعورٌ بالانتماء

شعورٌ بالأمان

عاطفة فياضة له

,,,
’’’

’’’



كنتُ أنتظر الامتحانات بفارغ الصبر حتى تنتهى واذهب إلى جدى

إلى بلدتى الحبيبة


ليلة الامتحان

خلدت إلى النوم مبكراً حتى أتمكن من الإستيقاظ  للإمتحان

غفوتُ من نومى  ثوانى معدودة

إذ بأختى تطمئنى وتقول لى بصوتٍ حزين

نامى يا حبيبتى

نمتُ لكنى تعجبتٌ منها

ما الأمر ؟!!


صبيحة اليوم

وأمى تصفف  شعرى

قالت لى

ساذهب اليوم إلى البلد

لأرى جدك

فهو مريض

- سامحك ربى يا أمى -
اعلم بانكِ لم تخبرينى بالحقيقة خوفاً علىّ وعلى إمتحانى

وذهبتُ

واديتُ الامتحان

رجعتُ البيت
أشعر بالجو فهو غريب

هناك أمرا ما يخفوه عنى

إلى أن أخبرنى أخى

قال لى

محدش هيقلك برهان تانى
كلمات ما نسيتها ولن انساها ما حييت



وقتها كنتُ صغيرة

لا أعرف ما هو الحزن وكيف يكون

وماذا افعل

فقدت التركيز للحظات

كنتُ سأسقط أرضا لكن سلّم الله



جلستُ مع أخوتى

الحزن أنيسنا

هل يعقل ان تموت يا جدى قبل أن اعطيك صورتى
هل يعقل ان تموت يا جدى
هل يعقل انى لن اراك مرةً ثانية

انفطر قلبى وهو صغير






انهيت امتحاناتى


اخذونى إلى بلدتى الحبيبة

ذهبتُ

ومن وقتها ,,

أختلفت علىّ

تبدلت

كل شئ

وكل أحد

لم تعد بلدتى الحبيبة

صار أكثر مكان فى العالم يؤلمنى
لم اتخيل
ان جدى فعلا مــــات


كنتُ اقول لماذا يا جدى

لم احضرلك الصورة بعد


ذهبت إلى بنات عمومتى 

أجدهم لا يقلوا ألما عنى

وقالت لى - نسرين - مابالك إن رأيتى نعشه وهو خارج من البيت مثلنا

صدقتِ يا نسرين

نمتُ ليلتها
معهن


حتى نؤنس بعضنا البعض ونذهب بعيدا عن جو العزاء 

والامهات بالطابق الارضى  يستقبلن العزاء من النساء

اتذكر كل شئ

وكأنه بالامس ولم يمر عليه  13 عاما




رحمك الله يا جدى رحمة واسعة

والله إنى أحبك يا جدى

أحبك كثيرا

موتك كان اول صدمة تليقتها فى الحياة



أشد ما أبهجنى

عندما ارسلت لى السلام مع أمى فى منامها

ليت دوما تفعل

اعلم بان دعائى يصل لك

وسلامك فرحك بى

وفرحت به جدااا

انا أعيش معك

معكم جميعا

مع عمتى التى توفيت بعدك بشهر

والآخرى بسنين

ومع نسرين

ذهبتوا جميعا

وصارب البلدة من بعدكم مميتة

صدقا هى مميتة

أشعر بإختناق لمجرد تزكرها
لا أجد مكان حيا فيها سوى مدافنكم !!!!

رغم حنينى لها وحبى الشديد لها

لكنى اريدكم انتم

اريدكم تنيروا بلدتى

ليتنى اذهب يوما اجدكم بها


ما اقساه الحنين

وما اصعبه الفراق

وما اخوفه الموت








وانتِ يا الغالية

نسرين

بيننا أحاديث خاصة

لا تكتب على الصفحات الالكترونية

انتظرك اليلة فى المنام

لا تتأخرى


منذ أيام لا تزورينى

ما دهاكِ

اتذكرين آخر مرة عندما قلتِ لى
مش أنا كنت عندك  امبارح

^__^

أمللتِ منى  يا فتاة

لو كنتِ بالدنيا لكنتُ عابقتك
لجعلتك تدفعين حساب حلوياتى التى اشتريها كلها

:D
D

لكن انتظرينى  عندك ولو بعد حين

صدقا أشتاقك

رغم غضبى منك من آخر زيارة لكِ
لكنى سامحتك

^__*

لا تتأخرى

فبلدتى الحبيبة  تنتظرنا





دمتم فى رحمة الله
ومغفرة منه ورضوان




هذه هى حياتى

اكلم الموتى

ادعو لهم

اشعر بارواحهم

هل يعقل

لكنى اشعر بهم

تؤنسنى منامهم

اعيش معهم

إلى ان التقى بهم

لعله يكون قريباً

هناك تعليقان (2):