الجمعة، ديسمبر 30، 2011

فتح الأندلس ومعركة وادى برباط





فى خضّم هذه الاحداث الملتهبة

وخلافات وتناقضات وحوارات حول قضية تهنئة الاقباط برأس السنة الميلادية بل فضلاً عن إحتفالنا نحن بها كمسلمون

اجدنا فقدنا كثيراً من عزتنا

فى الوقت ذاته الذى يحتفل فيه نصارى أسبانيا بسقوط غرناطة وخروج الإسلام منها

يا للعجب مازالوا يحتفلوا وقد مرّ على هذا الحدث 520 عاماً

إحتفالٌ عندهم خروج الإسلام من بلادهم

ونحن هنا نحتفل بأعيادهم !!

أى خزى و أى عارٌ هذا




الأندلس

ذلك اللغز الذى حيرنى كثيراً

كنت اعلم بان هذه الكلمة تحمل عزاً للإسلام

عندما تُذكر أشعر بالعز رغم جهلى بكل ما يحيط بها

كان علمى بها أنها أسبانيا حالياً

وفقط


من أيام هدانى الله إلى خبر على الفيس بوك يعرض فيه القضية

وإحتفال أهالى أسبانيا بسقوط غرناطة

لا اعلم ما هى غرناطة ولا اين تقع تحديدا ولا حتى كيف فُتحت ولا كيف سقطت ولا ولا

لكن حينها ,, شعرتُ بالخزى

رغم جهلى بكل ما يحيطها

لكنه خزىُ عميق داخلى

ووقتها قررتُ أن أجول فى ربوع تاريخ الأندلس

لأعرف لما العز ولما الخزى


هناك أخوة زكوا لى سلسلسة تاريخ الأندلس من الفتح إلى سقوط غرناطة للدكتور الرائع راغب السرجانى

وطفقتُ فى التحميل والاستماع والتدويين

اول درس كان كمقدمة لتثبيت أموراً ستظل معنا بقية السلسلة

كأهمية دراسة التاريخ وكم أنه أنجح الوسائل فى التربية لأنه أسلوب القصص الذى تميز به القراءن الكريم عن دونه من الانظمة التربية

فقد قال الله تعالى : فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

كما قال الله تعالى : ولن تجد لسنة الله تبديلا

اى ان الله سبحانه وتعالى يضع لنا اسساً عامة تقوم عليها الامم

التاريخ يكرر نفسه والاحداث متشابهة لحد كبير وهى سنة الله فى الارض

ومن يتدبر فى حكايات الاسبقين ويتفكر فيها يستطيع بأمر الله تجنب أخطاء الأسبقين و إستقراء الواقع وتوقع المستقبل

لأنه لن يجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا

ولكن أين من يقرأ ويتفكر ؟!!!


كل هذه مقدمة

كان لابد منها قبل خوضى فى ما عزمت على تدوينه

لترتيب الافكار ووضع القارئ فى الصورة


اليوم أتيتُ للحديث عن فتح برباط

قضية الجهاد قضية تشغلنى كثيراً والمجاهدين أكثر فصيل من الناس يستهوينى وفضولى دائماً يحوم حولهم

أثنا سرد الدكتور راغب للأحداث كنتُ أشعر وكأن ألسنة لهب تشتعل فى قلبى

شعرتُ بالعزة التى افتقدها فى هذه الايام

شعرت بالاعجاب الشديد بهؤلاء المسلمين

وكأنى من كوكب آخر أو على غير عهدهم

الله المستعان أصلح الله حالنا


فلنبدأ فى الحديث

موسى بن نُصير ذلك القائد المحّنك سياسياً وعسكرياً المؤمن الورع التقىّ المغوار الأبىّ

كان يجد الكثير من العقبات أمام دخوله لبلاد الأندلس


1-الطبيعة الجبلية للمنطقة فضلاً عن جهلهم بها من حيث المداخل والمخارج وغيرها من النواحى الجغرافية

2- جزر البليار التابعة للروم شرق الاندلس وبذلك لن يكون مؤمناً من ناحية الشرق ولا يضمن هو إنقلاب الروم عليه

3- ميناء سبتة تحت حكم يوليان وكانت علاقته طيبة بغيطشة ملك الأندلس



كل هذا العقبات كان يدرسها جيداً ويفكر فى حلولٍ لها ولكن لم تثنيه عن عزمه فى فتح الأندلس

فبدأ فى صناعة السفن وإنشاء الموانئ

كان يعلم ان الأمر سيطول لكنها العزيمة والإيمان عندما يتمكنوا من قلب المؤمن

علّم البربر تعاليم الإسلام وكأنهم فى كورسات مكثفة حتى ياخذ منهم جيوشاً فيما بعد فى فتوحاته

ولّى طارق بى زياد وهو بربرىّ وليس عربى على الجيش لأنها ليست دعوة قبلية ولا عنصرية ولكونه من البربر يستطيع قيادة جيش من البربر وهو ايضا يفهم لغة البربر وكذلك العربية

بدأ بفتح جزر البليار ونجح فى ضمها إليه

والامر الأخير وهو الغريب عرض يوليان عليه

عرض مركب من 3 بنود

ما تخيلهم طارق بن زياد

سيسلمه ميناء سبتة وسيمده بالسفن وسيعطيه معلومات كافية عن المنطقة

يا ترى ما القمابل

فلنرى جميعاً أهداف أعداء الدين كل ما يطمحون إليه المال

كان المقابل هو بعد فتح طارق بن زياد للمنطقة يرد إليه ضيعات وأملاك غيطشة التى سلبها منه لوزريك - الملك الذى قتل غيطشة واستولى على أملاكه -

الجمعة، ديسمبر 23، 2011

فى رحاب عصفورٌ من الشرق

                          

 
                                                                                                                                                                                                            
عجباً لأمر الحكيم

فقد أسهب فى حبه

ذلّ قلبه لمعشوقته

لا أرى أحدا يستحق كل هذا الحب

لكن هذا عشقٌ وجنونٌ ولا يمكن له بحال من الاحوال أن يكون حباً

أشد ما يعجبنى فى اسلوبه تعمقه الفريد فى المشاعر

يصفها بدقة متناهية وبروعة خلابة  وبأسلوب فريد

لكن ما لا يعجبنى هى المشاعر نفسها

ربط حياته بمحبوبته

علّق كل  أمره عليها

كان يجوب الطرقات ويسهر الليالى ويسترقى السمع لأقدامها حتى تهدأ أهدابه ويغوص

فى نومٍ يصحبه الألم والأنين

ليستيقظ على معاناته
ورغم كل هذا العذاب لكنه كان مستمتعاً وكأن به سُكراً

وكأنه مخموراً فى حوانيت العشق المخملىّ

بئس العشق الذى يجعل من القلوب معابدا يُعبد فيها المعشوق من دون الله



أحزننى بشدة ذكره أمر السيدة زينب رضى الله عنها

ذكَرها فى غير موضِعها

وآسفاه هذا الشرك بعينه

فإنّ النافع والضار هو الله وليست السيدة زينب او غيرها من البشر

وإن كانت مشاعره قوية وصادقة

لكنها ليست فى نصابِها

لإن كل ما ذكره لا يُوجب إلا لله سبحانه وتعالى

فهو  الخالق سبحانه لا ينسانا ويذكرنا إذا ذكرناه ويوفقنا لما يحبه ويرضاه

ليته جعل كل الامور فى نصابها

فلا العشق المميت يكون للمعشوقة

ولا المناجاة و الرجاء يكون للسيدة زينب - لكنها للأسف عادات صوفية بئيسة -


ما استرعى إنتباهى

الثقافة العالية وفصاحته وقوة ألفاظه

ووصفه لمشاعره وقدرته على صوغها فى كلماتٍ تعرف مسراها إلى القلوب

ولكنها لا تحقق مغزاها ببراعة لأنها لم تصل إلى العقول أو على أقل تقدير إلى عقلى أنا !

لأن فيها إسراف واضح

أو هكذا كان وقعها على عقلى




ما زلتُ أتأمل حالنا نحن الشرقيين  المسلميين


ما بالنا أغرتنا حضارت الغرب الجوفاء


فهى حضارة مخوّخة خالية من كل معانى الحياة


حضارة بلا روح


لا نجد لهم ماضٍ ولا أتوقّع لهم مستقبل


يبحثون بالدولار عن كل شئ

وكما قال فى سرده إن كشفت فى صدر أحدهم قد لا تجد قلباً بل تجد دولاراً

فهم عبدة الدرهم والدينار

ووآسفاه  نجد فكرهم تسلل إلى حضاراتنا وصرنا نركض مثلهم خلف الدولار !

وتركنا أرواحنا أو أقولُ  تركتنا أرواحنا عندما وافقنا الأجساد فى سعيها





نؤمن نحن بالجنة والنعيم وهم لا يؤمنون إلا بما بين أيديهم

 لذلك من المفترض أن نكون سعداء !

فلدينا يقين بأن الارض ليست كل الحياة ولكن ما زال هناك حياة تنتظرنا وهى بالطبع

أجمل وأنعم للمؤمنين

قال تعالى : والآخرة خيرٌ وأبقى

أمّا هم فهم لا يؤمنون إلا بالأرض ولا يعرفون شيئاً عن السماء بل وينكرونه

لذلك نجدهم دائماً فى دوائر وحلقات مفرغة من الإكتئاب والضنك والشقاء

أما نحن المسلمون - بفضل الله - نؤمن بالله وبملائكته نؤمن بيوم الحساب نؤمن بالجنة

ونؤمن بالعقاب

لذلك الفقير على الأرض منا يحلم دائماً ويرجو ما عند الله فى جنته لذلك يحدث له توازن

ويستطيع أن يستمر فى حياة الارض  دون ضجر منها

أما إن تخلينا نحن عن هُويتنا وصرنا نركض مثلهم خلف كل ما هو لامع برّاق وحتى إن

كان يطغى على عقيدتنا تماماً

- فما عادت

عقيدتنا تهمنا ولا عادت أخلاق الإسلام هى أخلاقنا-


  فسيخزينا الله ويجعلنا صاغريين

وستتركنا أرواحنا وستضل حواسنا وسيعشش الهّمُ جوانحنا

فلن نحقق مرضاة الله ولا مرضاة أرواحنا ولكن سينعم الجسد فى شقاء الروح

 فأهلاً وسهلاً بالحضارة فى أحضان أرواحنا الناضبة وقلوب
نا الضالة ولنبحث على

شعوب غيرنا لتنعم بها !!!



فى النهاية

تطلعت نوعاً ما إلى الحياة فى باريس

-عاصمة النور -

هكذا يسمونها لكنى وجدتها ظلاماً بما عرفته عنها

مثلى تماماً

فاسمى نور لكن أجد فى نفسى ظلاماً عتيقاً


أبدع مسيو إيفان فى وصف الحضارة الاوروبية الزائفة

ما فائدة السرعة إن فقدنا إتصالنا بالطبيعة

ما فائدة الآلات وهى تشعرنا وكأننا أجساد من الألومنيوم

وكأننا منشار آدمىّ أو مخرط بشرىّ

قد يقضى الواحد عمره فى صناعة معينة لكنك تجده بعدها صار جزءاً من هذا الآلات بلا

قلب وبلا روح لا يفهم ولا يعى إلا كل شئ مادى

العواطف ليس لها مكان فى حساباتهم

انتحرت أوروبا بزيف حضارتها وسممت معها حضارتنا الباقية

فهى أستمدت علمها من منبع الشرق الأصيل وأضافت عليه مدنيتها وماديتها

حتى أصاب العطب منابعنا

وصرنا نسخاً من زيفهم !!

حتى مفكريهم شرعوا فى انتقاص مبادئهم

ولكن لا يصل إلينا منهم شئ

لا لبعد المسافة بل لأننا لا نسمع وما عادت تعى قلوبنا شيئاً

فما نسيتُ مقولة سارتر : نحن نتكلم هنا فى أوروبا ونسمع أصواتنا من أفواههم

ومازال هناك أناس بعد كل هذا ينادون بالليبرالية والعلمانية بل والإشتراكية !!

أى حماقة هذه !

العجيب أنهم يصفوا أنفسهم بالمثقفين

نعم فهم مثقفون ولكن ثقافة غربية عفنة ما وصلت إلينا إلا لتقضى على كل رطبٍ ويابس

فى بلادنا




سلّم الله بلاد المسلمين وردنا إليه مرداً جميلا











الخميس، ديسمبر 22، 2011

عصفورٌ من الشرق






عصفورٌ من الشرق


تلك الرواية التى شرعتُ فى قراءتها


جذبنى أسمها جداا

عندى دائماً حب إستطلاع لما يحدث فى بلاد الغرب

وددتُ لو أدرس حياتهم عن قربٍ ولن يتسنى لى هذا الأمر على الأقل فى هذا الوقت

إلا بالقراءة عنهم

ولا شك الرواية لدى من أفضل الوسائل التى اميل من خلالها على جمع معلوماتى

وخاصة إن كانت بأسلوب بليغ كأسلوب توفيق الحكيم

لم أكملها بعد

لكن بلاغته وفصاحته  وتعبيراته القوية

سيرغمونى على إكمالها بإذن الله

قد تكون الرسالة التى يسعى إليها القارئ من الرواية لم تصل إلىّ إلى الآن

لكنى ومنذ بداية الرواية وأن أستهل منها عبير باريس

نقر المطر على الأسطح الزجاجية

القبعات والسترات الجلدية الحامية من المطر

الرأسمالية ورق العمال وإضرابتهم

تربية أبنائهم على كره البوشيين - وهم الألمان -

كل هذا يشعرنى بالإثارة

وكأنى دلفتُ عبر التاريخ أستحث السنوات على المضى  من خلالها لأصل إلى عصورهم

وكأنى أستحث عقلى على الخنوع لعالم الخيال مع توفيق الحكيم وحبه لمحبوبته



ويكفى أسمها

عصفورٌ من الشرق

فأسمها يُشعرنى بالأصالة

كما ولو كان هذا العصفور عاش ملياً فى سجونه فى بلاد الشرق وأخيراً تحرر من قيده

وسبح فى الفضاء حتى وصل إلى عاصمة النور باريس


تشبيه ذكره الحكيم فى سرد للرواية

لكنى صغته على حسب فهمى للأمر

وإن كان لا يروق لى مضمونه

وإن صرحت به

لكن فقط أعجبنى التعبير وبشدة





وإلى أن أكمل قراءتها

سيكون لى حديثٌ آخر عنها بإذن الله



الجمعة، ديسمبر 16، 2011

عالم النت










فى جانب من الغرفة






أجلس دائماً على الحاسوب






فى إنعزالٍ عن ما يحيط بى






أنا هنا بينهم حتى أشعرهم بوجودى






لكى لا تملّ أمى






ولا يفتقدنى أبى






هنا






أحيانا انزع السماعة من على أذنى وأسترقى السمع لأمى وهى تحدثنى






وآخرى لأفتح الباب لأبى






أو ألبى له طلباً






أو أقضى لى حاجة بعيداً عن حاسوبى






دون ذلك فأنا مرابطة على جهازى






أجد فيه متنفّسى






أتطّلع من خلالهِ إلى العالم من حولى






الفارقُ .. إنى أتطلع به إلى ما أوده وفقط






لا أجبر نفسى على الوجود فى مكان لا يروق لى






أو قراءة قصة سخيفة لا تحمل أى رسالة






ولا أرغم نفسى على قراءة مقال يهيّج علىّ أمعائى






أو الحديث إلى أشخاص لا أودهم فى حياتى






كل شئ فى عالمى هذا بإختيارى – بعد توفيق الله لى -






من وراء شاشته






أجدنى على حقيقتى






فأنا هنا لا أرغم نفسى على التبسم






ولا ارغمها على العبوس






لكن فقط اترك لمشاعرى العنان






وأخرجها من معقلها لتتحرر من قيدى لها






هنا






عندما ابتسم أكون صادقة






وإن كنت عابسة فهذا يعنى إنى فى حالة يُرثى لها






وهذا لا أجده مع مخالطتى للناس






لاذنب لهم بما يؤرّقنى حتى اقـُطب بين ناظريهم






ولا كلهم يستحقوا تبسمى لأبتسم لهم






- لكنى أؤثر البسمة لأمر رسولى -






هنا أجتمع مع أحلامى مع آمالى مع ذكرياتى






هنا أهفو بروحى متى شئت بعيداً بعيداً






حتى أصل إلى براً أضع على كاهله ذكرياتى وأحزانى






هنا أجدنى مع أحلامى التى لا استطيع حتى أن أتذكرها بين البشر






هنا أحب وجودى دائماً










من هنا – بضغطة زر- أقف على ضفة نهرِ






شاطئ بحرِ






سفح جبل






من هنا أتطلّع إلى القمر






قد أحدثّه وقد أخاصمه وقد أهجره






اعيش هنا عالماً متكاملاً






إلا من أحبائى !!














فهل هذا عالماً






رغم حبى له لكنه عين الجنون






:)